قناة نينوى الغد وتشكيل الوعي الموصلي

بعد أحداث 2003 ومنذ انطلاقتها تمثل قناة نينوى الغد واحدة من القنوات التي حاولت تشكيل رأي عام موصلي لزيادة الوعي بأهمية ومكانة مدينة الموصل وتاريخها واصالتها وببرامج منوعة سياسية وثقافية ومجتمعية وتحديدا من عام 2013 ، وشعارها كان هو توصيل الحدث بوضوح وشفافية، حيث تسعى دوما إلى نقل الخبر وتحليل القضايا بمهنية وبشكل مدروس دون الترويج لأفكار وأجندات معينة ، الى جانب نقل الحياة المجتمعية بقوالب فنينة متميزة وأصبحت صوت الشارع الموصلي ونقل همومه على مدار الساعة .

واستقطبت القناة الخبراء والمتخصصين من نخب محافظة نينوى وكانت أحد عوامل نجاح قناة نينوى الغد ، فمن خلال استضافة ضيوف يحملون المعرفة والخبرة، تستطيع القناة تقديم رؤى دقيقة وعميقة حول القضايا المهمة، وهذا النهج لا يساعد فقط في تعزيز جودة المحتوى، بل يمنح المشاهد فرصة للاستماع إلى آراء متعددة ومفيدة، فالخبراء المشاركون في البرامج يساهمون في بناء حوار مثمر يثري تجربة المشاهدة. وينعكس هذا الالتزام بنقل المعلومات بموضوعية على مدى مصداقية القناة في أعين جمهورها، مما يعزز من دورها كمصدر موثوق للأخبار.

وكانت نينوى الغد أحد أهم الفضائيات التي واكبت عمليات تحرير نينوى وبمراسليين حربيين تميزوا بنقل الحدث من الخطوط الأمامية مع قادة الجيش لحظة بلحظة رغم خطورة المعارك وشراستها وسجلوا بذلك نقطة مضيئة في التضحية الى جانب القوات الأمنية مخاطرين بحياتهم من أجل نقل الخبر بمهنية عالية وبشكل مباشر من ساحات المعارك .

وحافظت قناة نينوى الغد خلال مسيرتها على وجود إعلام مهني وجاد يمثل ركيزة أساسية في أي مجتمع ديمقراطي، ولا شك أن القناة تمثل نموذجا يظهر أهمية ذلك، حيث تستمر في الدفاع عن مبادئها وقيمها رغم الضغوط ، ويتوجب على كل محبي الإعلام أن يدعموا هذه الرسالة المهنية ويعملوا على تعزيزها، فالإعلام ليس مجرد وسيلة نقل أخبار، بل هو أداة لبناء الفهم والتحليل، ورسالة قناة نينوى الغد تمثل دعوة لتقدير كل العمل الجاد من أجل الحقيقة .

والقناة كبث فضائي توقف منتصف عام 2018 وتحول الى البث الالكتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ( ويب – فيبسبوك – تيليغرام – انستغرام ) وغيرها ، وهي الى اليوم تعمل بشكل يومي مستمر على مدار الساعة ببرامج وتقارير ومراسلين لنقل الخبر من أرض الحدث .