كلمة مؤسسة الغد للتنمية والتطوير التي ألقاها الأستاذ جرير محمد بمناسبة اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقرت الأمم المتحدة يوماً عالمياً للاحتفال بالتراث السمعي البصري تحت عنوان ( اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري ) في عام 2005 بالسابع والعشرين من أكتوبر تشرين الاول كل عام، بوصفه آلية لزيادة الوعي العام بضرورة الحفاظ على المواد السمعية البصرية المهمة وصيانتها للأجيال المقبلة، حيث يتم حفظ الموجودات السمعية البصرية المهمة في العالم، كالأفلام والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وإِنقاذها من أَحداث تهددها نتيجة الإهمال والتدهور أو التقادم التكنولوجي أو حروب عرَّضتها للتلف أو للاحتراق أو للضياع أَو للنهب أو التشتُّت أو للاتِّجار غير المشروع؛ فالتسجيلات الصوتية والصور المتحركة يمكن تدميرها عمداً أو فقدها بصورة لا رجعة فيها بسهولة ويسر.
من أجل أهمية ذلك بادرت مؤسسة الغد لاقامة احتفالية بهذا اليوم وهو الأول من نوعه بالموصل والاحتفاء بهذه الكوكبة من الشخصيات الحاضرة هنا ولكي نقرع جرس الاهتمام بخطر اندثار ذاكرتنا اذا لم نسارع بوضع آليات لحفظ تراثنا وصون ذاكرتنا الصوتية والمرئية لسلسلة الاحداث التي مررنا بها مدينة وهوية ولهجة ومبدعين واحداث وتراث انساني كبير كما اوصت مقررات اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري ، فالحاجة لدينا اضحت ملحة لتوثيق موروثنا وارشيفنا الخاص بمجتمعنا نتيجة مامررنا به من حروب وكوارث وويلات اتت على الكثير من هذا التراث السمعي والمرئي الذي لايجري الاحتفاظ به بطريقة مؤسساتية بل بمبادرات فردية من مهتمين ومؤرشفين ومكتبات المبدعين التي نالها نصيب من العبث والتخريب نتيجة الاحداث الاخيرة من سيطرة التنظيمات الارهابية والحرب عليها .
والحفاظ على ذاكرتنا السمعية والبصرية لتراثنا هو يندرج ضمن المساعي المخلصة للحفاظ على هويتنا الوطنية والدفاع عنها فهي تحكي ثقافتنا والحياة اليومية للناس وقصصهم ونتاج مبدعينا وتحولات المجتمع واسبابها ووجودها يمنح فرصا للمراجعة والفهم والتقييم تحتاجها المجتمعات للتطور واستحضار الهوية الحضارية والذاكرة الجمعية .
نأمل أن ينتج تجمعنا واحتفالنا اليوم عن توصيات ترفعها مؤسسة الغد بدورها الى المنظمات الدولية مثل اليونسكو والجهات المعنية تسهم في اعادة جمع التراث السمعي والبصري للحفاظ عليه كمصدر معرفي يعكس الزخم الثقافي والمجتمعي واللغوي لمجتمعاتنا ومدننا ليحكي اصالة هويتنا وجمال تنوعها واصالته .
وهي فرصة أن نجتمع بمبدعين كبار هنا واكبوا مراحل مختلفة مرت بها هذه المدينة واسهموا في تأسيس ذاكرتنا السمعية والبصرية وكانوا جزءا منها لنستمع الى قصصهم وتجربتهم ضمن مامرت به المدينة من مراحل وأحداث.