ترسيخ العلاقات العربية – الكردية في نينوى على طاولة البحث
مركزا نون ورووداو للدراسات ينظمان ندوة بحثية بمشاركة نخب سياسية واكاديمية واجتماعية وإعلامية- حلول ورؤى مستقبلية خرجت بها الندوة لصناع القرار في نينوى وإقليم كردستان تؤسس لمرحلة جديدةالمكتب
الإعلامي //
نظم مركز نون للدراسات الاستراتيجية والحوار، وبالتنسيق مع مركز دراسات رووداو، جلسة حوارية، بشأن ترسيخ العلاقات العربية- الكردية في نينوى، بحضور نُخب سياسية واكاديمية واجتماعية وإعلامية.وأكد جرير محمد عبد الواحد، مدير مركز نون للدراسات الإستراتيجية والحوار، لدى كلمته في افتتاح الجلسة التي حملت عنوان (ترسيخ العلاقات العربية- الكردية وأثرها على التنمية والاستقرار في نينوى) أن” الفرصة كبيرة لتبادل الأفكار والرؤى وتعميق الحوار حول قضايا تحقيق الأمن والتنمية والتطوير الاداري ومسألة حقوق الإنسان والاستثمار المشترك في المنطقة، وان الهدف من هذه الجلسة مساعدة صناع القرار على التوصل لحلول ناجعة تخص القضايا العالقة والأزمات المتجذرة، وبالتالي النهوض بواقع المواطن والمضي قدما نحو مستقبل أفضل برؤية جديدة للحلول دون اجترار تجارب الماضي وازماته”.من جانبه قال زريان روجهلاتي مدير مركز دراسات رووداو، ان” نينوى بمساحتها وسكانها ومواردها وموقعها الجغرافي تحظى بمكانة جيوسياسية وجيو اقتصادية هامة جدا، وهو ما يجعلها نقطة التقاء الكثير من المصالح الداخلية والخارجية”.وأضاف في كلمته الافتتاحية للجلسة، ان” مصالح الدول مع أحلام التوسع السياسي والايديولوجي للاعبين الداخليين والخارجيين أدت الى خلق وضع أمني وسياسي متوتر في هذه المنطقة، وقد طغى عليها احتمال الحرب وانعدام الاستقرار وغياب الوضوح”.الموصل – كردستان”ان الأوضاع والظروف والتحديات التي تواجهها الموصل تؤثر على كردستان وبالعكس، لذا المصير واحد في شتى مناحي الحياة” هذا ما قاله محافظ نينوى نجم الجبوري في مستهل كلمته خلال الجلسة، مضيفا ان” الروابط الاجتماعية بين شعب الموصل وكردستان قوية جدا ولن تتأثر رغم الازمات على مر التاريخ”.محافظ نينوى، أكد ان” نينوى تمثلها جميع المكونات ولا يقتصر تمثيلها على العرب او الكرد، مستدركا ان هناك مشاكل يعاني منها المواطن في المناطق المتاخمة لحدود الإقليم والتي تعرف بالمناطق المتنازع عليها تتعلق بالحقوق واستحصال الأوراق الثبوتية، وهناك مشاكل داخل المنطقة الواحدة التي تضم سكان من ذات المكون كالقوش بذريعة التغيير الديمغرافي، وان السبيل لحل هذه المشاكل هو العمل السياسي المشترك بين (بغداد- نينوى- أربيل)، والتركيز على معالجة السلاح الفردي المنفلت لتحقيق انتخابات برلمانية نزيهة”.وأكد الجبوري “وجود مشاكل بمنطقة الخازر بالنسبة للقرى العربية التي تتجاوز 11 قرية تتمثل بنزوح سكانها دون القدرة على العودة، كذلك 6 قرى في ناحية ربيعة التابعة لقضاء تلعفر والتي تتمثل أيضا بنزوح سكانها دون القدرة على العودة لغاية اليوم رغم اكمال التدقيق الأمني الخاص بالنازحين”.المناطق المتنازع عليهاعارف رشدي مستشار المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني قال ان” حل قضية المناطق المتنازع عليها والمشاكل المترتبة على هذا الملف لابد ان يكون وفق المادة 140 من الدستور”.ولفت في كلمته خلال الجلسة الى ” ضرورة الانفتاح السياسي وعدم التزمت الفكري لجميع المكونات في المنطقة وتفعيل الحوار المشترك الصادق للتغلب على الازمات التي نعيشها اليوم”.وطالب عارف رشدي “بتوحيد الجهود البرلمانية المشتركة بين نواب إقليم كوردستان ونينوى، والعمل على تعزيز التمثيل السياسي العربي في نينوى لإنتاج جهة سياسية عربية موحد للتفاوض معها بشأن المشاكل العالقة وحلها”، فيما رأى ان “إقليم نينوى الفدرالي واستحداث محافظات جديدة داخل هذا الإقليم من الحلول الهامة لازمات المحافظة”. الدور السياسي لبغداديؤكد القيادي في حزب للعراق متحدون جعفر حديد على أهمية دور الحكومة المركزية في رسم ملامح القرار الخاصة بنينوى وعلاقاتها مع كوردستان.وأضاف في كلمته خلال الجلسة ان” صراعا سياسيا كبيرا تشهده نينوى وهذا يؤثر على مستوى العلاقات السياسية والخدمات بشكل عام، لذا لابد من إيقاف تسلط الأحزاب القادمة من خارج المحافظة على مقدراتها ومنعها من التدخل السلبي بشؤونها والعمل على انهاء احتلال الإرادة السياسية لأبنائها”.خطر التسلط السياسيمسعود حيدر، مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، شدد على الإدارة السياسية المشتركة لأوضاع العراق، محذرا من التفرد بإدارة السلطة، فيما أكد على أهمية العلاقة بين الاقليم والموصل وعمقها التاريخي.وقال ان” الفئة التي تريد التفرد في العراق سوف تؤثر على جميع المكونات وستقود البلد نحو المجهول وستكون العواقب وخيمة جدا”، مشيرا في الوقت ذاته الى “أهمية تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي في المناطق المتنازع عليها لإنهاء المشاكل العالقة”.وشدد مسعود حيدر على ان” المعالجة للمشاكل الراهنة في نينوى والمنطقة يكمن في تعزيز الروابط الاقتصادية المشتركة وتقويتها التي من شأنها ان تسهم في تهدئة الازمات السياسية”، مقترحا “إيجاد تنسيق سياسي على المستوى المحلي يبحث الرؤية المشتركة لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، لان ليس لبغداد إرادة بتنفيذها على حد قوله”.الخلاف السياسيالى ذلك أشار محافظ نينوى السابق منصور المرعيد الى تأثير الخلاف السياسي على واقع المحافظة والمنطقة بشكل عام، مؤكدا ان تحسن الأوضاع في الموصل سينعكس بشكل إيجابي على الجميع.وأضاف ان “الدور السياسي لمحافظة نينوى ضعيفا وليس بالمستوى المطلوب”، داعيا الى العمل على تشكيل قوة سياسية تؤمن التمثيل السياسي المؤثر بالبرلمان العراقي وصناعة القرار”، لافتا الى ان “حل المشاكل التي تعاني منها نينوى يكمن أيضا بالتنسيق بين البرلمانيين والأكاديميين ومراكز البحوث”.العلاقة العربية – الكرديةيرى الدكتور محمود عزو الأستاذ بجامعة الموصل ان إيجاد علاقة عربية- كردية متميزة هو السبيل للتغلب على المشاكل التي تعيشها المنطقة في الآونة الأخيرة.وقال عزو، ان” القضايا العالقة بين نينوى وكردستان بحاجة الى فك الاشتباك الأمني بالمناطق المتنازع عليها، والاشتباك في الملكية، والمناطق الغنية بالموارد الطبيعية، مع تذليل العقبات امام الحركة التجارية بين الجانبين (العربي-الكردي)”.إعادة النظر بالتحالفات السياسيةاما علي أغوان الأستاذ بجامعة الموصل والباحث في مجال العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية فقال بكلمته خلال الجلسة ان” التحالفات السياسية الكوردية- الشيعية التي حدثت بعد 2003 اثرت على واقع نينوى بشكل مباشر”.وأضاف ان” العلاقة السياسية الكوردية- السنية لاسيما على صعيد محافظة نينوى بحاجة لإحيائها مجددا من خلال تحالفات قوية تطيح بالتحالفات الفاسدة التي شهدتها الساحة السياسية في الآونة الأخيرة والقت بضلالها السلبية على مجمل الأوضاع في المحافظة والمنطقة”.وأضاف، ان” حل مشاكل نينوى بحاجة الى مسارين الأول بحثي وهذا يكمن من خلال الندوات الحوارية التي تنظمها مراكز البحوث والدراسات كـمركزي (نون للدراسات الاستراتيجية والحوار، ورووداو)، في سبيل الوصول الى رؤى متقاربة وخطوط واضحة للعمل عليها، اما المسار الاخر فهو ميداني لتشخيص المشاكل بشكل حقيقي ومسبباتها وبالتالي حلها بنحو أسرع وأدق”.اقتصاد المنطقةالباحث في الشأن السياسي العراقي احمد أبو عابتين دعا الى الدخول بعمق المشكلة والتفكير بشكل عقلاني في ملف إدارة موارد المنطقة تقوم على مبادئ الشراكة والتعاون والانصاف.وطالب احمد أبو عابتين،” بمناقشة المشاكل والازمات التي تواجه في نينوى وإقليم كوردستان من منطلق اقتصادي”.تشخيص المشاكل اجمع الحاضرون وبعد طرح وجهات نظر عدة وتبادل الآراء والأفكار والرؤى المستقبلية ان أبرز المشاكل التي تواجه نينوى وتؤثر على استقرارها هي مشاكل إدارية، وضعف التمثيل السياسي، وتدخل بغداد وجهات إقليمية بشؤون المحافظة الداخلية، فضلا عن غياب رؤية لإدارة الثروات والتنسيق حولها، كذلك ملف المهجرين والنازحين العرب من القرى المحاذية لحدود الإقليم، وعدم حل هذا الملف بشكل نهائي، وتأخر حسم ملف المناطق المتنازع عليها، وتداخل ارادات الكتل السياسي والأحزاب، السكوت على منظومة الفساد وتركها تتنامى، وتأخر الاعمار، واعاقة دوران عجلة التنمية.المخرجات :استطاعت الجلسة الحوارية التي نظمها مركز نون للدراسات الاستراتيجية وبالتنسيق مع مركز دراسات رووداو، ان تخرج بحلول يستفاد منها أصحاب القرار في العمل والتغلب على المشاكل والمعوقات التي تواجههم ومن هذه الحلول: -1- إيجاد رؤية محايدة لطبيعة العلاقة الشائكة بين العرب والكرد.2- فك وإيجاد الحلول الواقعية للمناطق المتنازع عليها وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي.3- دعم النشاط الاقتصادي بين الموصل وإقليم كوردستان بما يضمن المنفعة المتبادلة للطرفين.4- إيجاد الحلول الإدارية. 5- معالجة مخاطر غياب الغطاء السياسي المحلي في نينوى . 6- التنسيق مع صناع القرار في بغداد لتجاوز العراقيل، فضلا عن الارتقاء بمستوى التنسيق السياسي المحلي.7- المطالبة الرسمية بمسك الملف الأمني من قبل الشرطة المحلية داخل المدن وإخراج الحشود بما ينعكس إيجابا على الملف السياسي والانتخابي .8- معالجة مشكلة الفساد الإداري والمالي والسياسي.9- خلق مجتمع قوي، متحضر، منفتح، قادر على تقبل الرأي والرأي الآخر.10-تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين نينوى والاقليم.11- الانفتاح الإعلامي والثقافي بين العرب والكرد.أثبتت توصيات جلسة (ترسيخ العلاقات العربية- الكردية وأثرها على التنمية والاستقرار في نينوى) أن هناك تكامل بين إعمال الأمن واحترام حقوق الإنسان ولا يتعارضان إذا ما نظر إليهما بالشكل الصحيح، كذلك الرغبة الصادقة لدى العرب والكرد في تجاوز العقبات والإفادة من نكبات المراحل الماضية والتفرغ لصناعة مستقبل يسوده الاستقرار.